أحد الشعانين​ هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح. في هذا اليوم يتوجه المؤمنون، وخصوصاً الأطفال منهم الى الكنيسة وهم يحملون الشموع المزينة بالزنابق والورود، كما يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون ويسيرون كبارا وصغاراً في زياح، استذكاراً لمسيرة يسوع في شوارع أورشليم قبل آلامه وموته وقيامته. فهو بالتالي "عيد في وسط الصوم" كما تصفه الليتورجيا المارونية، يهتف فيه الجميع الـ"هوشعنا لإبن داوود".

وقبيل أحد الشعانين، تمتلئ الأسواق بالشموع المزينة، وتختلف "الموضة" من سنة إلى أخرى. أشكال وألوان متنوعة، بعضها يحمل صورة بعض الرسوم المتحركة والبعض الآخر رموزا لعيد الفصح، وكل محل تجاري يقوم بكل ما بوسعه لجذب الأطفال من خلال هذه الشموع. وهذه هي حال سوق برج حمود حيث جالت "النشرة". هناك التقينا بأرشو سيفيرليان وهي عاملة في إحدى المحلات ترى أن "الناس تحتاج لأن تشعر بفرح العيد، والتقاليد تتطلب أن يحمل الأولاد الشموع ويتوجهوا الى الكنيسة في أحد "الشعانين"، وتلفت الى أن "الأسواق تزدحم بالأهل والأولاد يجولون في المحال لإنتقاء الشموع التي تتتناسب مع الثياب التي يرتدونها". أما نازلي تانبليان وهي صاحبة محل آخر فتؤكد أن "الأولاد ينتظرون أحد الشعانين بفارغ الصبر من أجل إنتقاء الشمعة التي يريدون". وبدوره يشرح ستيبان كيزيزيان أنه "ومنذ ألفي عام كان الأطفال يسيرون في الزياح حاملين أغصان الزيتون أما اليوم فيحملون الشموع"، موضحاً ان "الأولاد يبتهجون عند حمل الشموع ولكن لا يمكن اعتبار ذلك تقليداً كنسياً لأنه وحده غصن الزيتون يرمز الى الشعانين". وهذا ما نفاه الراهب اللبناني الماروني الأب البروفسور يوسف مونس عبر "النشرة"، مؤكداً أن "الشمعة التي نحملها هي رمز النور ويسوع هو نور العالم وباضاءة الشمعة يلتقي النور بالنور"، مشيراً الى أنه "لا يمكن القول إنها عادة وثنية أو غير مسيحية فنحن نضيء النور ليسوع المسيح".

"دعوا الأطفال يأتون اليّ" هذا ما قاله يسوع، وفي أحد الشعانين يتوجه الأطفال اليه حاملين الشموع المضاءة ليهللوا بملك المجد "الآتي على حجش ابن آتان".

تقرير ​باسكال أبو نادر

تصوير فوتوغرافي محمد سلمان (الألبوم الكامل هنا)

تصوير تلفزيوني يورغو رحال